في سنة 325م اجتمع أساقفة الكنيسة في مدينة نيقية قديماً (إزنيق اليوم) في أول لقاء مسكوني واسع لمعالجة الانقسام الخطير الذي سبّبته تعاليم أريوس(وهو كان كاهناً مسيحيّاً من الإسكندرية) حول طبيعة المسيح. إذ قال أريوس إن المسيح مخلوق، أدنى من الآب، وله بداية في الزمن. هذا الجدل هدّد وحدة الكنيسة وأربك الإيمان المسيحي في جذوره.
هناك، في نيقية، صاغ الآباء وثيقة محورّية هي قانون الإيمان النيقاوي. أبرز ما شدّد عليه القانون كان الإعلان بأن المسيح “إله حق من إله حق” و “مولود غير مخلوق”، أي أنه ليس مخلوقاً كالخليقة، بل من ذات جوهر الآب، مساوٍ له في الألوهيّة. بهذا القرار تم رفض تعليم أريوس، ووُضعت الأسس التي شكّلت العقيدة المسيحيّة ورسالتها عبر القرون.
اليوم، وبعد مرور 1700 سنة، تأتي زيارة البابا إلى نيقية كتذكير بأن وحدة الإيمان وُلدت يوم قررت الكنيسة أن تجلس معاً رغم الخلافات.
وما حدث في نيقية كان في جوهره أكبر سينودوس عرفه التاريخ المسيحي. أما كلمة سينودوس نفسها، فهي كلمة يونانية تعني اجتماع أو مجلس لأساقفة الكنيسة يجتمعون فيه للتشاور واتخاذ قرارات مشتركة.
بهذا تصبح زيارة البابا حدثاً يؤكّد أن الوحدة تبدأ دائماً بالاجتماع حول طاولة واحدة… كما حدث أول مرة في نيقية.
باسكال الحلو أبو نادر – صحافة جبل لبنان
www.mountlebanonpress.com تابعونا عبر موقعنا




