قداسة البابا يزرع القيم في وطن فقد الطريق

لم تكن زيارة قداسة البابا إلى لبنان محطة بروتوكولية عابرة، بل مرآة كبيرة وضعها أمام هذا الوطن ليرى حقيقته.
منذ لحظة وصوله، بدا وكأنه جاء ليعيد الاعتبار للقيم التي أهملتها السياسة وأطفأتها الصراعات.

كان سجوده أمام ضريح القديس شربل رسالة بأن الصمت المتواضع أقوى من كلّ خطابات العالم. هناك منح القيمة للبساطة وللروح التي تهزّ العالم دون ضجيج.
ثم اتجه إلى المرضى والمهمّشين ليقول إن إنسانية لبنان تبدأ من هؤلاء. لمس وجوههم ورفع رؤوسهم، مؤكّدًا أنهم في قلب الحياة لا على هامشها.
ومن المرضى انتقل إلى الشهداء، ضحايا الفساد وغياب العدالة. وقف أمامهم ليوقظ ضمير وطن نام عن حقوقهم طويلاً.
وفي لقائه الشباب، رأى مستقبل لبنان الحقيقي. حدّثهم عن وطن موحّد، أعاد لهم شرارة الأمل في بلد اعتاد الظلمة.

خلال ثلاثة أيام ، قدّم البابا خلاصة رسالته: لا ينهض لبنان إلا بمحبة صامتة كتلك التي عاشها مار شربل، وبالتواضع، وبالانحياز للمهمّشين، والوقوف عند هموم الشعب ومعاناته. وبالاتحاد كشعب واحد فوق أي طائفية. وبأن لبنان لا ينهض إلا بتحقيق العدالة، فبدونها تبقى الحقيقة مدفونة والوطن معلّقاً بين الفساد واليأس.

باسكال الحلو أبو نادر – صحافة جبل لبنان

شارك هذا المقال

www.mountlebanonpress.com تابعونا عبر موقعنا

اليونيفيل تؤكد استمرار عملها في جنوب لبنان حتى 2026

شكر من الحجار إلى الأجهزة الأمنية